2017/03/24


الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم المعتمد على التكنولوجيا

لا شك في أن هناك اختلاف كبير بين التعليم التقليدي الذي نادت به السلوكية وبين التعليم الحديث والمعاصر الذي يتماشى مع خصائص المجتمع المتعلم والمعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير. ومن هنا ولعدة اعتبارات، تم تناول النوعين في هذا المساق وذلك من أجل توضيح المفارقة بينهما مع الأخذ بعين الاعتبار ماهية كل منهما بالنسبة للمعلم والطالب والمعرفة (عناصر النظام التعليمي).

في الوقت الذي يركز فيه التعليم الكلاسيكي التقليدي على المعلم ويتخذ منه مصدرا كاملا لكل شيئ، فهو الأساس في بث المعلومة للطالب وهو النموذج الواجب الاقتداء به وتقليده بكافة تفاصيله دون التطرق إلى طرح أسئلة أو توجيه استفسارات تتضمن التوضيح الزائد منه على المعلومات التي تصدر منه. فهو الكل وهو المركز لطلابه في الغرفة الصفية وعلى سبيل المثال:
الطالب (س) يستمع طوال الوقت في الحصة المدرسية من مادة الكيمياء للصف التاسع لدرس العناصر الكيميائية لما يقوله المعلم (ص)، ولا يمتلك القدرة على التفاعل معه أبدا أو النقاش، فالمعلم (ص) هو محور العملية التعليمية وهو مركز النظام المدرسي وهو المصدر ومنه تأتي المعلومة، على غرار الطالب (س)، الذي لا يقوم بأي عمل سوى الإصغاء لمعلمه دون إتاحة الفرصة أمامه لعرض ما يفكر به، بل يتلقى المعلومة بكل سهولة دون أي تفاعل يذكر ويكاد يكون بأنه غير موجود، حيث لا يلعب أي دور فعال، فهو غير نشط وغير مشارك في وضع وتنظيم وتخطيط الأهداف التعليمية على الإطلاق، ولا يبذل أي جهد للبحث والتقصي عن المعلومات، لأنه بالطبع سيتمكن من الحصول إليها من المعلم (ص).
https://sites.google.com/site/childernlearn/home/alfrq-byn-altlym

لا نلمس هذا النمط في التعليم المعاصر الذي يعتمد على التكنولوجيا، والذي يهتم جل الاهتمام بالطالب ويعتبره محور العملية التعليمية وهو الباحث عن المعلومة والمشارك الفعال في الموقف التعليمي والنشيط في التقصي عن الحقائق، وبالطبع في ظل التسهيلات والتيسيرات التي يوفرها المعلم، الذي يعتبر هنا المحرك والمسهل والميسر والمرشد لطلابه بغية إتمام العملية التعليمية بنجاح، وعلى سبيل المثال:
فإن الطالب (س) ورفاقه في الصف سيتوجهون لإجراء تجربة علمية في مادة الفيزياء، فالمعلم يكون له الدور الخفي المراقب والمرشد لهم لا أكثر وليس الملقن والباحث، بل هو المسهل لهم والميسر.
http://kenanaonline.com/users/Education-Learning/posts/151830

وعند الإسهاب في الحديث عن النمطين، فلا بد إلى التطرق إلى الكم الهائل والمصادر العديدة والمتنوعة ووسائل الاتصال الحديثة والكثيرة المتاحة أمام الطالب من أجل التعلم في التعليم المعتمد على التكنولوجيا، فمثلا نجد الأجهزة الذكية والوسائل الإلكترونية وشاشات العرض وغيرها الكثير من هذه التقنيات التي بالطبع ستيسر العملية التعليمية. على عكس التعليم التقليدي، الذي اعتمد كل الاعتماد على الكتاب المقرر كمصدر أساسي ووحيد للاطلاع عليه والرجوع إليه والغوص بكل محتوياته.
إضافة إلى ذلك، فإن التساؤلات والاستفسارات والتعبيرات ممنوعة ومرفوضة تماما في التعليم التقليدي، لأن الحقائق والمسلمات والمعلومات تأتي من المعلم وبالتالي من غير اللائق أن يسأل الطالب معلمه.  فمثلا، لا يحق لطالب الصف الثامن الأساسي أن يوسع تفكيره ويعلي سطح أفقه في التفكير الناقد أو أن يستفسر حول قضية ما في المقرر، وهذا ما لا نراه في النمط الآخر من التعليم الذي يكرس اهتمامه على الاستجابة لتساؤلات الطلبة واستفساراتهم من أجل النقاش البناء معهم بغية التوصل إلى الأهداف المنشودة.

علاوة على ما تم ذكره، فإن المعلومات التي تصب في دماغ الطالب في التعليم التقليدي تكون منظمة وجاهزة وما عليه سوى حفظها وهذا ما يسمى ب (التلقين)، فمعلم الرياضيات هنا مثلا، يتمم حل المعادلة الرياضية على السبورة بالكامل وعلى الطالب نقلها إلى كراسه دونما أي جهد، على غرار التعليم المعتمد على التكنولوجيا الذي يجعل من الطالب مكتشفا ومبتكرا للمعلومات من خلال المحاولة والخطأ والتجارب التي سيقوم بها قبل الوصول إلى المعلومات والنتائج.
https://sites.google.com/site/childernlearn/home/alfrq-byn-altlym

وهنا، لا بد من التركيز على أهمية النتائج لدى النمط التقليدي، فالأساس في هذا النوع أن يحصل الطالب على الدرجة الكاملة في اختبار مبحث اللغة العربية مثلا في مجال الإعراب، بينما لو نظرنا إلى النمط الآخر فسيبين لنا أن التركيز فيه يكون على العمليات التي تم التنظيم والتحليل والتركيب والفهم فيها قبل الوصول إلى النتائج، فمعلم اللغة العربية هنا، لا يركز فقط على الدرجة أو الإعراب الصحيح للجمل بل يكون جل اهتمامه أولا على أن يعرف الطالب أقسام الكلام ليتمكن من الإعراب بالطريقة اللغوية المنطقية السليمة.

وفي النهاية، فإن التقويم في التعليم المعتمد على التكنولوجيا بترك أثرا كبيرا لدى الطالب لأنه كما ونوعا (كيفا)، حيث يصحح المعلم الخطأ ويعلل سبب ذلك أو يعزز طالبه إذا كانت إجابته صحيحة، وهذا ما لا نلمسه في التعليم التقليدي الذي يركز على إصدار الحكم فقط ووضع الدرجة للطالب دون توضيح.
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=1186&print=true


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق