2017/02/10

الدراسات المستقبلية (الإستشرافية)

مفهوم الدراسات المستقبلية وطبيعتها(الإستشرافية)
علم المستقبل(الإستشراف): هو علم جديد يحاول وضع احتمالات محتملة الحدوث، كما يهتم بدراسة المتغيرات التي تؤدى إلى حدوث هذه الاحتمالات وتحقيقها ، فهو يهدف إلى رسم صور تقريبية محتملة للمستقبل بقدر المستطاع

أو هو علم يختص بالمحتمل والممكن والمفضل من المستقبل، بجانب الأشياء ذات الاحتمالات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها، حتى مع الأحداث المتوقعة ذات الاحتمالات العالية، مثل انخفاض تكاليف الاتصالات، أو تضخم الإنترنت وبذالك فهو يستشرف المستقبل .

وتتضمن طبيعة الدراسات المستقبلية صناعة المستقبل، وليس فقط دراسته وعدم الاكتفاء بمواجهة ما هو آت وعاجل ، بل أن نضع في حسابنا أيضا تحديات المستقبل وأزماته. وعلى هذا النحو يتجلى تماسك قوانين الزمان في أبعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل، وما يوجد في الحاضر لا يمنع وجوده في المستقبل.
ويستند تصور المستقبل في الأساس إلى قاعدة صلبة من البيانات العلمية الدقيقة والشاملة عن الظواهر الحاضرة وجذورها الماضية باعتبارها جزءاً أساسياً وحلقة لا غنى عنها في التنبؤ بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المستقبل ، كما يتم تحديد قائمة بالأولويات والأهداف الاجتماعية الملحة للمجتمع مستقبلا والتي على ضوئها يستشرف أحداث المستقبل مستهدفا بذلك تحديد مدى احتمال وقوعها . 

ولهذا فإن طبيعتها لا تكتفي فقط بدراسة التصورات المستقبلية المحتملة، بل تتناول الأدوات والوسائل التي يمكن أن تؤثر في مجرى الأحداث المستقبلية بما يتفق ورغبات مجموع الأفراد الذين يمسهم هذا المستقبل.

أهمية الدراسات المستقبلية في مجالات الحياة المختلفة وفي مجال التربية
1.      فهي ضرورة حتمية وأمراً لا غنى عنه في الوقت الحاضر لمواجهة متطلبات التقدم التكنولوجي السريع والاستعداد له مما يستلزم إعادة تشكيل وبناء النظم التعليمية بناء مستقبلياً يتناسب ومتطلبات هذا التقدم ، ولن يتحقق للتربية هذا الهدف إلا بالاستعانة بالدراسات المستقبلية وتقنياتها، باعتبار أن التربية في تحليلها النهائي عملية مستقبلية
2.      أن الدراسات المستقبلية تؤكد على المعلومات اللازمة للتخطيط التربوي حيث تقوم بتزويد المخططين التربويين بصور المستقبلات التربوية والمجتمعية المحتملة والبديلة لاختيار أفضلها.
3.      إن محاولة التنبؤ أو استشراف المستقبل المحتمل والممكن ضرورية للغاية ، فعند التخطيط توضع اختيارات أو بدائل حرة للمستقبل أمام متخذي القرار لتقديم الإجراءات اللازمة لاتخاذ القرار السياسي الذي يقصد به إنجاح مشروع تربوي، والمطلوب هو بذل جهود مركزة لتخطيط طويل المدى للمستقبل المتوقع.
4.      تعمل الدراسات المستقبلية في عملية التجديد التربوي على تحديد احتياجات المجتمع من التعليم، والاستعداد لقبول إعداد متزايدة من المتعلمين، والتعامل معهم في المستقبل باعتبار أن هذه الحاجة ضرورية وحتمية وذلك من أجل تلبية احتياجات التنمية المجتمعة من أصحاب المهارات والقدرات المختلفة المؤهلة لتكوين المجتمع


 أما هدفها فهو توفير إطار زمني طويل المدى لما قد نتخذه من قرارات اليوم ومن ثَمَّ العمل، لا على هدى الماضي، ولا بأسلوب (من اليد إلى الفم) وتدبير أمور المعاش يوماً بيوم، ولا بأسلوب إطفاء الحرائق بعد ما تقع، بل العمل وَفْقَ نظرة طويلة المدى وبأفق زمني طويل نسبياً. فهذا أمر تمليه سرعة التغير وتزايد التعقد وتنامي (غير اليقيني) في كل ما يحيط بنا. ومن جهة أخرى فإن ما تتيحه الدراسات المستقبلية من إضفاء طابع مستقبلي طويل المدى على تفكيرنا، إنما هو علامة مهمة من علامات النضج العقلي والرشاد في اتخاذ القرارات   

هناك تعليقان (2):


  1. وفي نهاية السبعينات بدأت المحاولات الأولى للدراسات المستقبلية العربية في مجال التربية، حيث أصدرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقريرها الأول بعنوان :
    " استراتيجية التربية العربية"، وقدم مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية في البلاد العربية دراسته بعنوان : " تأملات في مستقبل المنطقة العربية خلال الفترة ( 1981 م- 2000 م) وكذا محاولات منتدى الفكر العربى خلال الفترة ( 1986 م-1990م). 
    وبذلك أصبحت الدراسات المستقبلية من الدراسات الاجتماعية الهامة التى تساعد في الوصول إلى ما ينبغى أن يكون ، وطرح الاحتمالات الممكنة واختيار ما يتناسب منها مع الإمكانات المتاحة. 
    ويتضح أن لكل بلد من بلدان العالم ظروفه الخاصة التى تتحكم في عملية التنبؤ بالمستقبل، حيث إن النظر إلى مستقبل مجتمع ما يجب أن يتم من خلال السياق ( أو الكل) الذى ينتمى إليه أو يتفاعل معه ، فالنظرة المستقبلية للتربية لا تصدق من غير حساب الجوانب الأخرى من حياة المجتمع . 
    ويعد مستقبل الجماعات البشرية شيئا يمكن التنبؤ به وتحديده بدرجة معينة من الدقة ، مع ملاحظة اختلاف درجة الدقة باختلاف المجتمع وباختلاف موضوع الدراسة ، وأيضا باختلاف البعد الزمنى للتنبؤ . 
    لذا يلزم الاهتمام بالدراسات المستقبلية في مجال التربية لاستشراف المستقبل ومحاولة حل المشكلات القائمة .يُعرف علم المستقبل بأنه : علم جديد يحاول وضع احتمالات محتملة الحدوث، كما يهتم بدراسة المتغيرات التى تؤدى إلى حدوث هذه الاحتمالات وتحقيقها ، فعلم المستقبل يهدف إلى رسم صور تقريبية محتملة للمستقبل بقدر المستطاع. 
    وتتضمن طبيعة الدراسات المستقبلية صناعة المستقبل، وليس فقط دراسته وعدم الاكتفاء بمواجهة ما هو آت وعاجل ، بل أن نضع في حسابنا أيضا تحديات المستقبل وأزماته. وعلى هذا النحو يتجلى تماسك قوانين الزمان في أبعاده الثلاثة الماضى والحاضر والمستقبل، وما يوجد في الحاضر لا يمنع وجوده في المستقبل. 
    ويستند تصور المستقبل في الأساس إلى قاعدة صلبة من البيانات العلمية الدقيقة والشاملة عن الظواهر الحاضرة وجذورها الماضية باعتبارها جزءاً أساسياً وحلقة لا غنى عنها في التنبؤ بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المستقبل ، كما يتم تحديد قائمة بالأولويات والأهداف الاجتماعية الملحة للمجتمع مستقبلا والتى على ضوئها يستشرف أحداث المستقبل مستهدفا بذلك تحديد مدى احتمال وقوعها . 
    ولهذا فإن طبيعة الدراسات المستقبلية لا تكتفي فقط بدراسة التصورات المستقبلية المحتملة، بل تتناول الأدوات والوسائل التى يمكن أن تؤثر في مجرى الأحداث المستقبلية بما يتفق ورغبات مجموع الأفراد الذين يمسهم هذا المستقبل.يعد الاهتمام بالدراسات المستقبلية من الضروريات الهامة لدراسة مجتمع ما. ويمكن توضيح أهمية الدراسات المستقبلية في مجالات الحياة المختلفة بوجه عام وفي مجال التربية بوجه خاص على النحو التالي: 
    1- أصبحت الدراسات المستقبلية ضرورة حتمية وأمراً لا غنى عنه في الوقت الحاضر لمواجهة متطلبات التقدم التكنولوجى السريع والاستعداد له مما يستلزم إعادة تشكيل وبناء النظم التعليمية بناء مستقبلياً يتناسب ومتطلبات هذا التقدم ، ولن يتحقق للتربية هذا الهدف إلا بالاستعانة بالدراسات المستقبلية وتقنياتها، باعتبار أن التربية في تحليلها النهائى عملية مستقبلية. 
    2- أن الدراسات المستقبلية تؤكد على المعلومات اللازمة للتخطيط التربوى حيث تقوم بتزويد المخططين التربويين بصور المستقبلات التربوية والمجتمعية المحتملة والبديلة لاختيار أفضلها، وفي نفس الوقت فإن الاعتماد على الدراسات المستقبلية في التربية يجعل التخطيط التربوى مكمل لسياسة مستقبلية عامة للتنمية المجتمعية . 
    3- إن محاولة التنبؤ أو استشراف المستقبل المحتمل والممكن ضرورية للغاية ، فعند التخطيط توضع اختيارات أو بدائل حرة للمستقبل أمام متخذى القرار لتقديم الإجراءات اللازمة لاتخاذ القرار السياسى الذى يقصد به إنجاح مشروع تربوى، والمطلوب هو بذل جهود مركزة لتخطيط طويل المدى للمستقبل المتوقع. 
    تعمل الدراسات المستقبلية في عملية التجديد التربوى على تحديد احتياجات المجتمع من التعليم، والاستعداد لقبول إعداد متزايدة من المتعلمين، والتعامل معهم في المستقبل باعتبار أن هذه الحاجة ضرورية وحتمية وذلك من أجل تلبية احتياجات التنمية المجتمعة من أصحاب المهارات والقدرات المختلفة المؤهلة لتكوين المجتمع.
    د. محمد نصحى ابراهيم


    ردحذف
  2. الدراسات الاستشرافية (المستقبلية)

    *مفهومها:
    - أنها الدراسات التي تركّز على استخدام الطرق العلمية في دراسة الظواهر الخفية.

    - أنها أوسع من حدود العلم، فهي تتضمن المساهمات الفلسفية والفنية جنبًا إلى جنب مع الجهود العلمية.

    - أنها تتعامل مع مروحة واسعة من البدائل والخيارات الممكنة، وليس مع إسقاط مفردة محددة على المستقبل.

    - أنها تلك الدراسات التي تتناول المستقبل في آجال زمنية تتراوح بين 5 سنوات و 50 سنة.

    *أهميتها:
    1- تحاول الدراسات المستقبلية أن ترسم خريطة كلية للمستقبل من خلال استقراء الاتجاهات الممتدة عبر الأجيال والاتجاهات المحتمل ظهورها في المستقبل والأحداث المفاجئة (Driving Forces)، والقوى والفواعل الدينامية المحركة للأحداث.

    2- بلورة الخيارات الممكنة والمتاحة، وترشيد عمليات المفاضلة بينها، وذلك بإخضاع خيار منها للدراسة والفحص بقصد استطلاع ما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات، وما يمكن أن يسفر عنه من نتائج، ويترتب على ذلك المساعدة على توفير قاعدة معرفية يمكن من خلالها  تحديد الاختيارات المناسبة.

    3- تساعد الدراسات المستقبلية على التخفيف من الأزمات عن طريق التنبؤ بها قبل وقوعها، والتهيؤ لمواجهتها، الأمر الذي يؤدي إلى السبق والمبادأة للتعامل مع المشكلات قبل أن تصير كوارث.

    4- تعدّ الدراسات المستقبلية مدخلًا مهمًا ولا غنى عنه في تطوير التخطيط الاستراتيجي القائم على الصور المستقبلية، حيث تؤمن سيناريوهات ابتكارية تزيد من كفاءة وفاعلية التخطيط الاستراتيجي.

    5- الاستشراف المستقبلي سيصبح أكثر أهمية مما هو عليه اليوم، حيث يجب أن نفكّر في التأثيرات المعقّدة لتحديات مستقبلية ذات طابع جماعي، من أمثلتها، "التهديد النووي بفناء الحضارة الإنسانية ووقوع السلاح النووي في أيدٍ غير عاقلة أو رشيدة"، و"التغيّرات المناخية وما سيصاحبها من ظواهر الغرق والتصحر والجفاف"..

    6- ترشيد عمليات صنع القرار من خلال توفير مرجعيات مستقبلية لصانع القرار، واقتراح مجموعة متنوعة من الطرق الممكنة لحلّ المشكلات، وزيادة درجة حرية الاختيار وصياغة الأهداف، وابتكار الوسائل لبلوغها، وتحسين قدرة صانع القرار على التأثير في المستقبل..

    7- زيادة المشاركة الديمقراطية في صنع المستقبل وصياغة سيناريوهاته، والتخطيط له، فالدراسات المستقبلية مجال مفتوح لتخصّصات متنوعة، وميدان لاستخدام الأساليب التشاركية وعمل الفريق، بمعنى إنجاز الدراسة المستقبلية عن طريق فريق عمل متفاهم ومتعاون ومتكامل.

    -مع خالص تقديري لكل مشاركات زملائي الطلبة ..
    هبة صوص

    ردحذف